مرصد الشرق الأوسط
  • الرئيسية
  • الشرق الأوسط
  • أوراسيا
  • أميركا
  • أفريقيا
  • الإقتصاد العالمي
  • خدمات المرصد
مرصد الشرق الأوسط
  • الرئيسية
  • الشرق الأوسط
  • أوراسيا
  • أميركا
  • أفريقيا
  • الإقتصاد العالمي
  • خدمات المرصد
مرصد الشرق الأوسط
مرصد الشرق الأوسط
  • الرئيسية
  • الشرق الأوسط
  • أوراسيا
  • أميركا
  • أفريقيا
  • الإقتصاد العالمي
  • خدمات المرصد
  • من نحن
Copyright 2025 - All Right Reserved
الشرق الأوسط

كيف عزّز الهجوم الإسرائيلي سردية السلطة في إيران؟

رضا فرزين 2025-11-21
رضا فرزين 2025-11-21
A+A-
إعادة ضبط
106

وصفَت الحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحربَ التي استمرت اثني عشر يومًا في حزيران (يونيو) 2025 بأنّها “نصر تاريخي”، حملة كان يُفترض، وفق الرواية الرسمية في تل أبيب وواشنطن، أن تُحيّد تهديدين كبيرين دفعة واحدة:

– البنية التحتية النووية الإيرانية

– القدرات الصاروخية والإقليمية لطهران.

من وجهة نظرهم، كان استهداف أجزاء من منشأتَي نطنز وفوردو وقصف عشرات القواعد الصاروخية والعسكرية كفيلاً بإعادة البرنامج النووي الإيراني سنوات إلى الوراء، وتقليص قدرة البلاد على الرد. لكن من داخل إيران، تبدو الصورة مختلفة تمامًا. فما تبقى لإيران ليس هزيمة صريحة ولا انتصارًا أحاديًا، بل حالة معقّدة من «لا حرب، ولا سلام» – وضع تكشّفت فيه نقاط الضعف البنيوية للنظام السياسي بصورة أوضح، وفي الوقت نفسه ظهرت فرص جديدة لإعادة بناء السردية الرسمية، وتعزيز النزعة الوطنية، وإضفاء الشرعية على إعادة التسلّح والاتجاه نحو الشرق.

لم يعد السؤال الأساسي بالنسبة للإيرانيين هو ما إذا كانت هذه الحرب «انتصارًا لإسرائيل» أم «انتصارًا لإيران». السؤال الأهم هو: أين تقف إيران اليوم في مرحلة ما بعد الحرب؟ هل هي دولة منهكة ومعزولة، أم فاعلٌ أعاد بناء سرديته وتماسكه تحت الضغط، ويستعدّ للمرحلة المقبلة من النظام الإقليمي بمزيج من الدبلوماسية، والتموضع الاستراتيجي مع قوى الشرق، وتطوير قدراته الدفاعية؟

الإجابة تبدو واضحة: صحيح أنّ الدولة الإيرانية تكبّدت أضرارًا على مستوى الموارد والبنية التحتية، لكن “إيران ما بعد الحرب” – كوحدة سياسية واجتماعية – باتت أقوى في 3 مجالات رئيسية: السردية الوطنية، القوة الدفاعية والإقليمية، والقدرة على تعبئة المجتمع في مواجهة التهديد الخارجي.

 

اقتصاد مُنهك بالعقوبات في حالة “لا حرب ولا سلام”

قبل الحرب بوقت طويل، كان الاقتصاد الإيراني يعاني منذ سنوات من العقوبات الأميركية القاسية، والانسحاب الأحادي لواشنطن من الاتفاق النووي، وعودة سياسة “الضغط الأقصى”. كما أنّ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتصاعد التوترات الإقليمية العام الماضي زادتا المشهد الاقتصادي قتامة. ومع ذلك، حافظت جولات الحوار الجديدة بين طهران وواشنطن – ولو بشكل غير مباشر – على بصيص أمل بإمكانية احتواء العقوبات النووية وإحياء نسخة دنيا من الاتفاق، فاستقرت الأسواق على “الانتظار الحذر”.

لكن الهجوم الإسرائيلي نسف هذا التوازن الهشّ. فخلال اثني عشر يومًا، لم تُستهدف المواقع العسكرية والنووية فحسب، بل ضُربت أيضًا أجزاء من شبكة الطاقة، والنقل، والصناعات الحيوية. وأدّت الضربات على المصافي ومخازن الوقود وشبكات الكهرباء إلى صدمة جديدة في سلاسل الإمداد وسوق الطاقة. وكان من الطبيعي أن تدخل الأسواق في المدى القصير مرحلة من الركود والحذر: تجميد القرارات الكبرى، تعليق صفقات العقار الكبيرة، وتقييد حركة الأصول إلى حين اتضاح الرؤية.

ومع ذلك، وعلى عكس كثير من السيناريوهات السوداوية قبل الحرب، لم ينهَر سوق العملة الإيراني. فجزء من هذا الاستقرار يعود إلى تدخل البنك المركزي، لكن جزءه الأعمق يعكس حقيقة أن المجتمع والسوق اعتادا، عبر سنوات، العيش في ظل العقوبات والتهديد.

فالسيناريو الأسوأ – عودة العقوبات الأممية عبر تفعيل “آلية الزناد” – كان مستوعَبًا نفسيًا منذ وقت طويل، وتجسّد فعليًا حين أُعيد فرض العقوبات النووية والصاروخية نهاية الصيف.

حاليًا، تواجه إيران اقتصادًا منهكًا يسعى لتحمّل ثلاثة أعباء ثقيلة في آن: إعادة إعمار أضرار الحرب، التأقلم مع العقوبات المتعددة من الولايات المتحدة وأوروبا ومجلس الأمن، وتأمين الموارد اللازمة لتحديث القدرات الدفاعية. وعلى عكس الصورة النمطية لـ”الدولة المحاصرة” التي تضحي بالرفاه مقابل الردع، فإن القيادة الإيرانية تحاول السير في المسارين معًا: من جهة، فتحت أبواب التعاون مع الصين وروسيا أوسع من أي وقت سابق لتأمين رأس المال والتكنولوجيا والأسواق؛ ومن جهة أخرى، وبرغم مرارة الحرب، لم تغلق باب التفاوض.

ففي طهران اليوم، ثمة قناعة واضحة، مفادها أنّ الأمن المستدام يتطلب درعًا دفاعيًا أقوى وانفتاحًا اقتصاديًا في الوقت نفسه – وهي قناعة جعلت جهاز السياسة الخارجية أكثر جرأة وثقة في التعامل مع الولايات المتحدة وأوروبا.

 

من تآكل الردع إلى إعادة بناء القوة الدفاعية

على المستوى العسكري البحت، لا شك أن الحرب وجّهت ضربة قوية للقدرات الدفاعية الإيرانية: تدمير أجزاء من أنظمة الرادار والدفاع الجوي، تضرّر القدرات الصاروخية والجوية، وفقدان بعض القادة والعناصر النخبوية. لكن ردّ إيران لم يكن الانكفاء، بل تسريع دورة جديدة من إعادة البناء وتطوير القوة العسكرية.

فقد تحدث كبار المسؤولين العسكريين منذ الأسابيع الأولى عن “إعادة بناء المواقع المتضررة”، وعن “تعزيز القوة الدفاعية والهجومية”. وما يجري اليوم يتجاوز بكثير مجرد إصلاح ما تهدّم. إنّه إعادة صياغة للعقيدة الدفاعية تقوم على التكنولوجيا الحديثة، والحرب السيبرانية، والدفاع الجوي الطبقي، وزيادة مدى ودقة الصواريخ والطائرات المسيّرة. فقد أثبتت الحرب درسًا أساسيًا: الدفاع الفعّال لا يقوم على زيادة عدد الصواريخ فحسب، بل على الربط الذكي بين الأنظمة الصاروخية والجوية والبحرية والسيبرانية والاستخباراتية.

وفي الأشهر التي تلت الحرب، أعلنت كلٌ من البحرية التابعة للحرس الثوري والبحرية التابعة للجيش، عن تقدم كبير في الجاهزية القتالية والقدرة على مواجهة السيناريوهات المتنوعة. وتحدث المسؤولون عن “وتيرة استثنائية” في التحضير لمواجهات محتملة – وهي وتيرة يعزّزها شعور الإيرانيين اليوم بأنّ التهديد الوجودي لم يعد شعارًا بل تجربة ملموسة.

وبالتوازي، تعمّق التعاون العسكري والتقني مع روسيا والصين في مجالات الدفاع الجوي، وتكنولوجيا المسيّرات والفضاء، وتوفير المواد والمعدات اللازمة لإنتاج الوقود الصلب وبناء البنية الدفاعية.

لقد تعلّمت إيران من هذه الحرب، أنّ تخفيض الأضرار في أيّ مواجهة مستقبلية يتطلّب مستوى من التنظيم الدفاعي يرفع كلفة مهاجمة البلاد بصورة نوعية – لا لبدء حرب، بل لضمان أن تكون إيران أكثر استعدادًا وتماسكًا وأقل عرضة للخطر إن فُرضت عليها حرب جديدة.

 

الغموض النووي وتعميق انعدام الثقة

قبل الحرب، وعلى الرغم من انعدام الثقة العميق بين طهران وواشنطن، كانت هناك نافذة ضيقة لفهمٍ محدود بشأن الملف النووي. فقد عادت إلى الطاولة سيناريوهات “التخصيب المحدود” مقابل الرفع التدريجي للعقوبات. وبعد سنوات من المفاوضات غير المباشرة بدا أن طهران أصبحت أكثر استعدادًا للحوار المباشر. لكن هجوم إسرائيل جاء في اللحظة نفسها التي كانت فيها هذه النافذة تبدأ بالاتساع، ومن الطبيعي أن يرى الإيرانيون ذلك تأكيدًا لشبهاتهم بشأن نوايا الولايات المتحدة وحلفائها.

من منظور طهران، حملت الحرب الاخيرة رسالة واضحة: “التفاوض” بالنسبة للطرف الآخر لا يضمن أمن إيران، وقد يكون غطاءً للإعداد لهجوم. ومع استمرار الضغط وتفعيل “آلية الزناد” وعودة العقوبات الأممية، تعزّز هذا الشعور. ونتيجة لذلك، وضعت إيران نفسها عن قصد في حالة “غموض نووي”.

فمن جهة، أكد كبار المسؤولين مرارًا أنّ السلاح النووي لا مكان له في العقيدة الدفاعية أو الإطار الديني للجمهورية الإسلامية. لكن من جهة أخرى، جرى الحفاظ على بنية التخصيب والمعرفة التقنية، ونُقلت بعض القدرات منذ الهجوم إلى مواقع أكثر تحصينًا وعمقًا.

في هذه المرحلة، باتت إيران أكثر حذرًا من أيّ وقت بشأن الاتفاقات الطويلة الأمد مع الغرب. لكن ذلك لا يعني إغلاق باب الدبلوماسية. بل إنّ تجربة الحرب دفعت طهران للتعامل مع المفاوضات بثقة أكبر وأوهام أقل: الإرادة للحوار من أجل رفع العقوبات وفتح مسار التنمية الاقتصادية ما تزال قائمة، لكن القناعة راسخة بأنّ دولة بعمق إيران التاريخي والاستراتيجي لا يمكن أن تربط أمنها بوعود مكتوبة على الورق.

 

تحوّل السردية الرسمية: من الإسلاموية الخالصة إلى قومية مُعاد إنتاجها

قبل هجوم 13 حزيران (يونيو)، كان المجتمع الإيراني يواجه انقسامات اجتماعية وجيلية وسياسية عميقة. فقد رسمت احتجاجات السنوات الأخيرة – خصوصًا الفجوة بين جزء من الشباب والرواية الرسمية – صورة مجتمع متشظٍ فاقد للثقة. وكانت وسائل الإعلام الرسمية، وخاصة التلفزيون الحكومي، عاجزة عن تمثيل هذا التنوع. وشعر كثير من المواطنين أنهم لا يرون أنفسهم في مرآة الدولة.

غير أن الحرب قلبت هذه المعادلة. فالقصف الذي طال طهران ومدنًا أخرى، وسقوط ضحايا من المدنيين والأطباء والفنانين والأطفال والنساء، واللغة المهينة في بعض الخطابات السياسية الإسرائيلية والأميركية تجاه إيران، لم يؤدِّ إلى تعاطف لحظي فحسب، بل أعاد شعار “الدفاع عن الوطن” إلى مركز الهوية الجماعية. كثيرون ممن ابتعدوا لسنوات عن السياسة الرسمية خرجوا هذه المرة للدفاع عن “إيران”. وكانت البيانات المشتركة لرموز المعارضة والفنانين والمثقفين ضد الهجوم الإسرائيلي إحدى تجليات هذا التحول.

والأهم أنّ القيادة الإيرانية التقطت هذا التحول سريعًا وسعت للتماهي معه. ففي الخطب والمراسيم والرموز الرسمية، برز خطاب جديد يؤكد على “إيران” باعتبارها الوطن المشترك فوق كل الانقسامات الفكرية أو الدينية أو القومية أو الجيلية. هذه المرة، لم تعتمد الدولة على قاعدتها الأيديولوجية فحسب، بل على شعور وطني أوسع تبلور داخل المجتمع خلال أيام الحرب. وهكذا رُممت أجزاء مهمة من الانقسامات الاجتماعية، على الأقل نفسيًا ورمزيًا.

لا يعني ذلك تجاهل الانتقادات أو التفاوتات أو مطالب المجتمع. لكنّه كشف حقيقة أساسية لمستقبل إيران: في لحظة الخطر الخارجي، فضّل معظم الإيرانيين الوقوف إلى جانب دولتهم القائمة، بدلًا من التعويل على بدائل ضبابية مدعومة خارجيًا.

ومن أبرز ملامح مرحلة ما بعد الحرب، التحول في السردية الرسمية من “الإسلاموية الخالصة” إلى مزيج من الإسلاموية والقومية الإيرانية. فبعد الحرب، تقدمت القيم الوطنية والرموز ما قبل الإسلامية إلى الواجهة: تمثال “آرش القوسدار” الضخم في ساحة ونك؛ عرض صور الجنود الأخمينيين والأبطال الأسطوريين مثل رسوم وبوسترات في التلفزيون والمدن؛ وصولًا إلى حملة “سوف تركعون أمام إيران مجددًا”، التي تركزت حول تمثال الإمبراطور الروماني فاليريان راكعًا أمام شابور الأول في قلب طهران.

كما شكّل دمج النشيد الوطني السابق للثورة “أي إيران” في الاحتفالات الدينية والرسمية رمزًا قويًا لهذا التحول. فعندما يطلب المرشد الأعلى ببثّ “أي إيران” في مراسم دينية، فهذا ليس اختيارًا فنيًا، بل إقرار بأنّ “إيران” هي وطن مشترك تتقدم على كل الهويات الأخرى في لحظة التهديد. ومن التبسيط اختزال هذا التوجه القومي في مجرد دعاية. إنّه استجابة لتحوّلات اجتماعية حقيقية. فإيران اليوم مجتمع متنوع، متعدد الأنماط المعيشية، وجيل شاب متصل بالعالم، وهويات قومية ودينية ومدنية متداخلة. وسردية تُبالغ في التركيز على بُعد واحد – ديني أو أيديولوجي أو طبقي – لم تعد مقنعة. أمّا السردية ما بعد الحرب، التي تبرز “إيران كبيرة ومتنوعة ومتعددة”، فهي محاولة لعكس هذا الواقع وتعزيز التماسك الوطني في الوقت ذاته.

 

إزاحة البدائل: مأزق المعارضة وتراجع الخيار الملكي

لم يعزز الهجوم الإسرائيلي سردية الدولة فحسب، بل أعاد أيضًا تشكيل مشهد البدائل المعارضة بصورة غير مباشرة. فالتيار الملكي، الذي سعى طويلًا لتقديم نفسه كأحد السيناريوهات الممكنة لمستقبل إيران، واجه أزمة شرعية كبرى بعد الحرب. فقد تزامن الدعم العلني لبعض رموزه للهجوم الإسرائيلي مع تقارير إعلامية تتهم جهات إسرائيلية بالوقوف وراء حملات إلكترونية تضخّم شعبيّة رضا بهلوي باستخدام حسابات مزيفة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما شكّل صدمة لمجتمع شديد الحساسية تجاه التدخل الخارجي.

في أجواء ما بعد الحرب، لم يعد كثير من الإيرانيين يرون في الملكية خيارًا “داخليًا”، بل مشروعًا مرتبطًا بقوى خارجية. وبهذا، خرج أحد أكثر سيناريوهات “ما بعد الجمهورية الإسلامية” تنظيمًا من ساحة التنافس الشعبي. واستثمرت الدولة هذا الوعي الوطني لترسيم حدود واضحة بينها وبين بعض مجموعات المعارضة: حدود تفصل بين “قوى إيران الداخلية” و”القوى المرتبطة بالخارج”.

 

إيران أضعف… أم أقوى؟

في خلاصة المشهد، يمكن القول إنّ إيران دفعت ثمنًا ماديًا كبيرًا. فقد تضررت بنيتها الدفاعية والنووية، وتآكل جزء من قدرتها الاقتصادية، وتزايدت ضغوط العقوبات الأممية. كما أنّ إعادة البناء كل ذلك تحتاج لوقت وموارد وإدارة فعّالة.

لكن على مستوى السردية والهوية الوطنية، خرجت إيران أقوى مما كانت. فقد وفّر الهجوم الإسرائيلي فرصة تاريخية لإعادة تشكيل السردية الرسمية. سردية تعتمد، اليوم أكثر من أي وقت، على “الوطن”، وعلى “إيران الكبرى”، والأساطير المشتركة. أعادت الحرب ترميم بعض الشروخ بين المجتمع والدولة في ما يتعلق بالدفاع عن وحدة الأرض. النزعة الوطنية الإيرانية، التي كانت تُقابل أحيانًا بالحذر أو الشكّ في بعض الأوساط الرسمية، أصبحت الآن قوة ترتكز عليها الدولة نفسها.

وعلى المستوى الاستراتيجي، أعطت الحرب طهران مبررًا قويًا لإعادة بناء قوتها الدفاعية وتطويرها، وتعميق تعاونها مع الصين وروسيا، وإعادة رسم دورها الإقليمي، لا بوصفه توسعًا هجوميًا، بل ضرورة لحماية الأمن في مواجهة تهديدات وجودية. وإيران ما بعد الحرب تستعد لمستقبل لا تريد فيه أن تكون البادئة بالحرب ولا الضحية العاجزة عنها، مستقبل تحدّده الموازنة بين الرفاه والأمن، بين الدبلوماسية والردع، وبين الطموح الوطني والواقعية الدولية.

وباختصار، قد تكون إسرائيل قد أضعفت جوانب من القوة الصلبة لدى إيران على المدى القصير، لكنّها ساهمت – من حيث لا تقصد – في تعزيز سردية الدولة، وتعميق شراكاتها الشرقية، وإضفاء الشرعية على إعادة بناء قدراتها الدفاعية، وإحياء شكل من أشكال القومية المرتكزة إلى الدولة. إيران ما بعد الحرب لا ترى نفسها ضحية سلبية؛ بل طرف فاعل يتطلع إلى المستقبل برغم جراحه.

آلية الزنادإسرائيلإيرانالعقوبات الأميركيةالولايات المتحدةتل أبيبطهرانواشنطن
شاركها 0 FacebookTwitterPinterestThreadsBlueskyEmail
المقالة السابقة
لماذا تتمسّك أميركا بقاعدة باغرام الأفغانية؟
المقالة التالية
أوكرانيا في بيروت: من الاتصالات إلى معركة السرديات

قد تعجبك أيضاً

قطاران نحو رئاسة الحكومة… والسوداني محطتهما الأخيرة؟

2025-12-02

ماذا لو أصبحت الحكومة المافيا؟

2025-11-06

كيف تبني بريطانيا حضورها داخل الجيش اللبناني؟

2025-10-31

استهداف الدوحة يفضح المستور: تعاون عربي مع إسرائيل ضد إيران

2025-10-13

إسرائيل تنسف الوساطات وتُربك “أمن الخليج”

2025-10-07

بين عاصفة برّاك وخريطة طريق 5 أيلول… هل بدأ زمنُ الدولة فعلاً؟

2025-09-24

Recent Posts

  • قطاران نحو رئاسة الحكومة… والسوداني محطتهما الأخيرة؟
  • الجدار البشري الأوكراني.. لماذا ترفض أوروبا وقف الحرب؟
  • خطة ترامب لأوكرانيا: انتصار “على مقاس” روسيا
  • أوكرانيا في بيروت: من الاتصالات إلى معركة السرديات
  • كيف عزّز الهجوم الإسرائيلي سردية السلطة في إيران؟

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

تابعونا

Top Selling Multipurpose WP Theme

المنشورات الحديثة

  • قطاران نحو رئاسة الحكومة… والسوداني محطتهما الأخيرة؟

    2025-12-02
  • الجدار البشري الأوكراني.. لماذا ترفض أوروبا وقف الحرب؟

    2025-12-01
  • خطة ترامب لأوكرانيا: انتصار “على مقاس” روسيا

    2025-11-29
  • أوكرانيا في بيروت: من الاتصالات إلى معركة السرديات

    2025-11-29
  • كيف عزّز الهجوم الإسرائيلي سردية السلطة في إيران؟

    2025-11-21
  • لماذا تتمسّك أميركا بقاعدة باغرام الأفغانية؟

    2025-11-10

تغذية الشبكات الاجتماعية

تغذية الشبكات الاجتماعية

اختيارات المحررين

القارة الأفريقية.. صديقة روسيا الجديدة بدلاً من أوروبا؟

2023-08-08

“حمّى” مصادرة الأصول تستعر بين روسيا وأوروبا

2024-05-14

السمك.. عنوان انتخابي في بريطانيا

2024-06-21

كيف منعت السّعوديّة الغرب من مصادرة أصول روسيا؟

2024-07-21

حملة تبرّعات أوكرانية في لبنان تُغضب موسكو

2024-10-09

النشرة الإخبارية

جميع الحقوق محفوظة لموقع مرصد الشرق الأوسط، تصميم وتطوير leenkat.com

  • من نحن
  • خدمات المرصد
مرصد الشرق الأوسط
  • الرئيسية
  • الشرق الأوسط
  • أوراسيا
  • أميركا
  • أفريقيا
  • الإقتصاد العالمي
  • خدمات المرصد
  • من نحن