أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، أنها توسّع قوات الولايات المتحدة بسرعة في الشرق الأوسط، في ظل استمرار الجيش الأميركي في شنّ غارات جوية ضد الحوثيين في اليمن، وتكثيف ضغوطه على إيران، بحسب تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وأشارت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين اثنين إلى أن الهدف من هذه القوات الإضافية هو تعزيز الحملة الأميركية في اليمن وردع إيران، وأوضح المسؤولان أن عمليات النشر لا تُعدّ استعدادا لهجوم إيراني وشيك. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين مطلعين على الخطط، أن هذه التعزيزات تشمل طائرات مقاتلة من طراز F-35، تنضم إلى قاذفات B-2 وطائرات “بريداتور” المُسيّرة في المنطقة.
وستنشر الولايات المتحدة قريبا مجموعتين من حاملات الطائرات الضاربة في المنطقة – حاملة الطائرات هاري ترومان، التي تعمل في الشرق الأوسط منذ الخريف الماضي، وحاملة الطائرات كارل فينسون، المخصصة عادة لآسيا، ومن المتوقع وصولها في غضون أسبوعين، بالإضافة إلى مدمّرات وسفن حربية أخرى تحمل صواريخ كروز. وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة أرسلت أيضا بطاريات باتريوت مضادة للصواريخ للدفاع عن القواعد الجوية الأميركية والحلفاء القريبين.
وبالإضافة إلى تهديد إيران بالقصف إذا لم تتفاوض على اتفاق نووي، حذّر البيت الأبيض من أنه سيُحمّل طهران المسؤولية إذا أطلق الحوثيون النار على القوات الأميركية. ووفقاً للتقرير، قدّمت إيران أسلحة وتدريبا للحوثيين. ولم تُرتّب بعدُ محادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي.
وقال المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل في بيان: “الولايات المتحدة وشركاؤها… مستعدون للرد على أي جهة حكومية أو غير حكومية تسعى إلى توسيع أو تصعيد الصراع في المنطقة. وإذا هدّدت إيران أو وكلاؤها الأفراد والمصالح الأميركية في المنطقة، فستّتخذ الولايات المتحدة إجراءات حاسمة للدفاع عن شعبنا”.
وصرح رئيس البرلمان الإيراني، محمد قاليباف يوم الجمعة، بأن إيران ستردّ على أي ضربة أميركية عليها بمهاجمة المصالح الأميركية في الشرق الأوسط. وقال: “إذا اعتدى الأميركيون على حرمة إيران، فإن المنطقة بأكملها ستنفجر كشرارة في مستودع ذخيرة”.
وصرّح مسؤول إيراني بأن الردّ سيتركّز على القواعد الأميركية في الخليج العربي. وقال: “سيكون كل جندي أميركي هدفا فرديا”.
ووفق تقرير “وول ستريت جورنال”، يعتقد خبراء أن إيران حذرة من بدء صراع كبير مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أمر بقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في غارة جوية في كانون الثاني 2020 بالقرب من مطار بغداد.
وتؤكد عمليات النشر الجديدة أن الشرق الأوسط لا يزال محور قلق رئيسيا للبنتاغون، على الرغم من سعيه المستمر منذ سنوات لنقل القوات إلى منطقة المحيط الهادئ لردع التهديدات من الصين، حسب التقرير.
وشهدت القواعد الأميركية في أوروبا والشرق الأوسط نشاطا مكثفا في الأيام الأخيرة حيث تبادلت الولايات المتحدة وإيران التحذيرات.
ووفقا للتقرير، فقد تم نشر قاذفات بي-2 في قاعدة جوية في دييغو غارسيا، وهي جزيرة في المحيط الهندي. كما استخدمت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قاذفات بي-2 لضرب مواقع تخزين أسلحة تحت الأرض تابعة للحوثيين في اليمن في تشرين الأول.
ووفقاً لبيانات تتبع الرحلات الجوية، كان هناك تدفق مستمر من طائرات الشحن وناقلات التزود بالوقود التابعة للقوات الجوية تتجه إلى الشرق الأوسط من أوروبا وآسيا والولايات المتحدة.