شهدت “بيتكوين”، أكبر العملات المشفرة عالميًا، تراجعًا حادًا خلال الأسبوع الفائت، وفقدت أكثر من 15% من قيمتها بسبب تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يضاف إليها السياسات الاقتصادية “المتهورة” للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وخلال تعاملات الأسبوع الفائت، انخفضت “بيتكوين” إلى قرابة 84 ألفاً ما عكس ضغوط بيع مكثفة دفعتها إلى فقدان نحو 20% من قيمتها، مقارنةً بأعلى مستوى سجلته منذ تنصيب ترامب في كانون الثاني (يناير) الفائت.
أما عن الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع فتلخّص بـ5، وهي:
1. سياسات ترامب التجارية: بعد فوز ترامب في انتخابات تشرين الاول (نوفمبر) 2024، كانت هناك موجة تفاؤل في سوق العملات الرقمية، لكن سرعان ما تلاشى هذا التفاؤل مع تصاعد تهديدات ترامب بفرض تعريفات جمركية على الاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول والكيانات. أدى ذلك إلى حالة من الذعر بين المستثمرين، وبدأوا بسحب أموالهم من صناديق الاستثمار المتداولة في العملات المشفرة، إذ هبط حجم الاستثمار في العملات المشفرة من 3.2 إلى نحو 2.7 تريليون دولار، مما زاد من الضغوط على السوق.
2. التضخم وعدم يقين الفيدرالي الأميركي: فلا يزال الاحتياطي الفيدرالي مترددًا بشأن خفض أسعار الفائدة، وذلك في ظل استمرار الضغوط التضخمية، وهو ما يدفع المستثمرين إلى توخي الحذر عند الاستثمار في الأصول “عالية المخاطر” مثل العملات المشفرة. كما أنّ البيع المؤسسي (بيع العملات من قبل المؤسسات) المكثف أثر على معنويات السوق، وهو ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان التراجع الحالي هو “مؤقت”، أم بداية لـ”انحدار عميق” على غرا ما حصل قبل نحو سنتين مع وصول “بيتكوين” إلى 15 ألف دولار للعملة الواحدة.
3. اختراق بورصة “بايبت”: لم تقتصر التحديات التي تواجه سوق التشفير على العوامل الاقتصادية فحسب، بل زادت المخاوف الأمنية بعد اختراق بورصة “بايبت” الأسبوع الماضي، حيث تمكن متسللون قيل أنهم من كوريا الشمالية، من سرقة 1.5 مليار دولار من عملة “إثيريوم”. هذا الحدث أعاد الجدل حول أمان منصات تداول العملات الرقمية وتأثيره المحتمل على ثقة المستثمرين في السوق.
4. الجدل حول عملات الميمكوين (عملات الدعابة): تزايدت الضغوط على السوق، بسبب الجدل الدائر حول الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي وعلاقته بعملات الميمكوين، مما أدى إلى حالة من عدم اليقين بين المستثمرين. كما أن الأداء الضعيف للعملات الرقمية التي أطلقها ترامب وزوجته ميلانيا قبل تنصيبه أثار مزيدًا من الشكوك حول موقفه الحقيقي تجاه العملات المشفرة.
5. “بيتكوين” أما اختبار حاسم: على الرغم من أن هيمنة “بيتكوين” على السوق، إلا أنها مازالت مرتفعة (مما يشير إلى وجود بعض الثقة طويلة الأجل)، إلا أن هناك تحذيرات من أن التصفية القوية والانهيارات المتكررة تعكس سوقًا رقمية هشة للغاية. ومن المتوقع أن تكون الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد مستقبل “بيتكوين”، وما إذا كانت قادرة على الصمود أمام هذه الضغوط أو ستشهد مزيدًا من التراجعات الحادة.